بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت
.
.
.
قرأت
.
.
.
رأيت
من منا يخلو يومه من فعل إحدى الثلاث إن لم يكن كلها !!
ما أكثر ما يمر علينا في حياتنا من أمور نسمعها أو نرآها أو نقرأها ،ونتمنى أن ننشر ما حصلنا عليه
من علم وفوائد وتجارب ؛ ليعم الخير ويستفيد الجميع .
وهذا ما يحدث معي أحياناً !!
لكني أتردد في وضعها هنا في المنتدى ؛ لأن المعلومة والفائدة قد تكون بسيطة وعابرة ولا أريد أن أضع
لها موضوعاً مستقلا !!
فلماذا لا نجعل هذه الصفحة متنفساً لنا ولوحة نكتب عليها ما يمر علينا في يومنا ولحظات حياتنا من
علوم وتجارب ومعارف ؛ لننهل من معين الجميع ونصبح بذلك نحيا ونتعلم مع كل عضو هنا !!
و لنسبق ما ندون بــــــــ ..
سمعت
.
.
.
قرأت
.
.
.
رأيت
سمعت
منذ أيام محاضرة للشيخ محمد العريفي ذكر فيها قصة شاب في المرحلة الثانوية ، وكان هذا
الشاب يظهر عليه الخير والصلاح ويحفظ القرآن وكذا قد بدأ حفظ الأحاديث ، ولم يكن ما يخفي أكثر
من صلاح لتواضعه وسماحته .
وفي إحدى المرات ذهب مع أحد المعلمين في رحلة إلى مكة لأداء العمرة مع مجموعة من الطلاب ، وكان
هذا الشاب ضعيف النظر رغم نظارته السميكة التي يستعين بها ، لذا كان وهو يطوف يلامس النساء
رغماً عنه والبعض يسيء فيه الظن ، وما دروا أن مرد ذلك ضعف نظره !!
ولما جاءوا للمسعى طلب من الشباب الذين معه أن يمسكوا بيده حتى لا يحدث ما حدث في الطواف
، وقد استثقلوا ذلك الطلب فكل واحد منهم يوكل أمره إلى الآخر بعد مدة قصيرة من الإمساك به ؛
فشعر الشاب بأنه أثقل عليهم وذاق طعم ذل السؤال ومرارة الحرمان فطلب من أحدهم أن يأخذه إلا
إحدى حافظات ماء زمزم فأوصله إليها، وهنا أخذ الشاب يثني على الله بما هو له أهل ثم سأل الله
أن يقوي بصره وشرب ..
وما إن فعل ذلك حتى ابصر ما حوله كأحسن ما يكون ورمى بالنظارة التي معه !!
فزع صاحبه وقال : إلا النظارة !! فنحن نجهد معك وأنت تلبسها فكيف إذا انكسرت !!
فقال الشاب : إني لا أحتاجها .
استغرب زميله وأخذ يشير بأصابعه يستفهم عن ما يشير من عددهاوالشاب يجيب .
و قال له : كم الساعة هناك ( يشير إلى ساعة على الحائط ) ؟
والشاب يجيب ، ثم ينطلق لوحده وقد عافاه الله لمّا دعاه .
رأيت
عندما كنت في المدرسة رأيت المستخدمة تجمع علب الماء المتبقية من الطالبات وتسكب ما فيها من
ماء في منحدر في أرضية المدرسة ، فتعجبت من ذلك وسألتها عن سر فعلها !! فأخبرتني بأنها
تفعل ذلك لتوفر للعصافير العطشى ماءً لتشربه !!
فقلت في نفسي : يا الله .. لقد بلغت منها الرحمة مبلغاً وسع حتى الأطيار ، ولعل تلك المرأة قد
نالت من الله مغفرة بذلك الفعل ما تحسب لها بالاً ؛ أو ليس في كل كبد رطبة أجر !!
وقد غفر لبغي بسقيا كلب وهي كبد واحدة ؛ فكيف إذاً بأكباد !!
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، ونسأل الله القبول .
قرأت ..
انظر إلى أثر البشاشة في الآخر كما بين ذلك الصحابي جرير رضي الله عنه ، فعنه قال : " ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسم "
وتشجيعاً على البشاشة عدّها النبي صلى الله عليه وسلم صدقة ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تبسمك في وجه أخيك لك صدقة "
ولقد قيل لعمر رضي الله عنه : " هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يضحكون " قال : " نعم ، والإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي "
ولقد ذم العلماء العبوس ، فعن سعيد الزبيدي رحمه الله قال : " يعجبني من القراء كل طلق مضحاك ، فأما من تلقاه ببشر ويلقاك بضرس ، يمن عليك بعمله ، فلا كثر الله في الناس أمثال هؤلاء "
ولقد أقترح بعض العقلاء لمن يشتكي من وجه عابس الآتي :
أن يضع قلماً بين أسنانه لعدة مرات في اليوم الواحد ، وفي كل مرة يبقى على حاله هذا لدقيقتين ، أقول : عسى ذلك أن يمرن عضلات وجهه الانبساط ، وله أن ينطق بحرف الزاء على أن يمدها مداً طويلاً ، فلعل ذلك أن ينفع .